المحو الممنهج للوجود الإسلامي في شرق أوروبا - التاريخ والذاكرة


اسم الكاتب : أ.د. محمد أمزيان

المشاهدات : 1871

       شهدت السنوات الأولى من عهد التسعينات أحداثاً جساماً إثر التحولات السياسية والعسكرية الكبرى التي مست الوضع الدولي في كليته. وكانت المناطق الإسلامية على المستوى العالمي أكثر المناطق تأثراً بهذه التحولات إلى درجة أصبحت معها "المسألة الإسلامية" قضية العصر التي تصدرت الأحداث العالمية وشكلت عمق الأزمة الدولية الراهنة ونالت الحظ الأوفر من اهتمامات المجموعة الدولية إعلاميا وسياسياً وعسكرياً.

       ولقد زاد من خطورة "المسألة الإسلامية" تشعب واجهاتها وتنوع مشكلاتها، ولكن الواجهة التي تعيننا أكثر من غيرها في هذا المقام تمس الوضع المأساوي الذي تكشَّف عن تفكك المعسكر الشرقي داخل الجمهوريات الإسلامية. إن هذا الحدث التاريخي كشف الغطاء عن مسلسل تدميري قارب عمره قرنا من الزمان حطم الكيان الإسلامي في هذه المنطقة التي تحولت من منطقة إسلامية خالصة أو ذات أغلبية إسلامية إلى معسكرات ذات أقلية إسلامية تافهة مهمشة مضطهدة ومحرومة.

       ومهما تصورنا حجم الخسارة التي لحقت بالمسلمين في المنطقة، فلن ندرك حجم التدمير الثقافي والسياسي والعسكري الذي خلفه الزحف الشيوعي على المنطقة ما لم نضع في الحسبان أن تسعة أعشار المساحة التي أقام عليها الاتحاد السوفياتي كيانه السياسي كانت أراضي إسلامية خالصة، وأن المناطق المسيحية كروسيا وليتوانيا وأرمينيا لم تكن تتجاوز عُشُر تلك المساحة.

       وإذا كان واضحا أن انفكاك الاتحاد السوفياتي والمجموعة التابعة له في منطقة البلقان قد تكشف عن التحطيم الكلي للوجود الإسلامي، أصبح بوسعنا تصور فعالية الأساليب وكثافة التغيرات التي شهدتها المنطقة، وعمق الإجراءات التي لم تقف عند حد التجنيس القهري فحسب، بل تجاوز ذلك إلى التصفية الدموية التي استهدفت إبادة العنصر البشري بكل وحشية وعنف وضراوة.

       ولقد بلغ تطبيق هذه السياسة التدميرية ذروته في منطقة البلقان، وبالأخص في الجمهوريات اليوغوسلافية التي ظلت -لمدة تقارب خمسة قرون- منطقة إسلامية خالصة، وهي تشهد اليوم احتضار أعظم شعب خدم الإسلام، وأعتى معقل حافظ على امتداد الوجود الإسلامي في تلك الثغور.

       وإذا كانت الآلة العسكرية الصربية قد قذفت بالمسألة البلقانية إلى سطح الأحداث لتنال حظها في الإعلام الدولي وتعود بذلك إلى وعي المسلمين وذاكرتهم فإن الدول الممتدة على طول الشريط الحدودي لمنطقة يوغوسلافيا قد محيت من ذاكرة الأجيال الإسلامية الحاضرة، ولم يعد لها وجود في وعي المسلمين الحاضر، ليس فقط على مستوى العالم الإسلامي، بل على مستوى الجيل الذي ينحدر من الأصول الإسلامية في هذه المناطق، والذي نسي أصوله الثقافية بفعل الاندماج الكامل في الجسم الصليبي.

       تلك هي حالة المسلمين اليوم في رومانيا وهنغاريا والنمسا وحتى في تشيكوسلوفاكيا وبولندا وسويسرا، فضلا عن بعض الجزر المحادية لإيطاليا واليونان، والتي كانت في الماضي دويلات إسلامية خالصة كصقلية ومالطة وأقريطش.

وإذا كان الوجود الإسلامي بهذه المناطق قد محي من ذاكرة المسلمين ولم يعد له وجود في وعيهم الحاضر، فإن مناطق أخرى بقي لها حضور في وعي المسلمين، وهي تشهد اليوم اختضار الأقلية الإسلامية وقد وضعت فيها آخر الترتيبات نحو التنصير الكامل والإدماج الكلي أو التصفية الدموية، كما هو حال الأقلية الإسلامية في بلغاريا التي كانت دولة إسلامية خالصة، وتراقيا الغربية، وقبرص، وألبانيا التي انتزع منها ثلثا أراضيها لفائدة اليونان ومقدونيا والجبل الأسود وصربيا، ولا زال التهديد بالزوال يلاحق الثلث المتبقي منها، فضلا عن أن الإسلام كممارسة فعلية في حياة الألبانيين تم الإجهاز عليه بأيدي الألبانيين المسلمين الذين تحولوا إلى الشيوعية.

       وأمام هذا الخطر الذي يهدد الوجود الإسلامي بالاندثار كلية من شرق أوربا وقسم من آسيا، أوجه النداء إلى المهتمين بمسألة الأقليات الإسلامية للقيام بواجبهم التاريخي في استعادة الوعي بمشكلاتها وتنوير الرأي الإسلامي خاصة والدولي عامة. إن هذا الاهتمام الأكاديمي من شأنه أن يحصن المسلمين من عملية المحو الممنهج لذاكرتهم إذ يبقي المسألة الإسلامية بهذه المنطقة حاضرة في وعيهم، على الأقل لأخذ العبرة واستحضار التاريخ، كما أنه من شأنه أن يشعر الأجيال الإسلامية الحاضرة واللاحقة بخطورة الحرب المنظمة ضد الوجود الإسلامي، ويستعيد وعيهم يحجم الخسارة التي لحقت الإسلام بفقد مساحات تفوق بكثير مساحة الاتحاد السوفياتي سابقاً، والتي كانت ملكا خالصا للمسلمين في قلب أوربا. أما عن مستقبل المنطقة، فإن هذا الاهتمام من شأنه يعمق وعي الأمة الإسلامية بأهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الأقليات الإسلامية المتبقية في منطقة البلقان والجمهوريات التي تولدت عن تفكك المعسكر الشرقي في الحفاظ على الوجود الإسلامي بهذه المنطقة.

        وكتصور مبدئي لما يمكن تناوله بالدراسة والتحقيق والمتابعة، أضع بين يدي المعنيين بعض المحاور التي يمكن أن تشكل مداخل مهمة للدراسات العلمية في هذا المجال.

1- رصد التحولات التاريخية وآليات التفكيك الممنهج

       إن وعينا لحقيقة الوجود الإسلامي بهذه المنطقة يتطلب بالضرورة استحضار الأحداث التاريخية على الأقل في محطاتها الكبرى التي أدت إلى استقرار الإسلام ثم اجتثاثه فيما بعد. وفي ظل غياب هذا الوعي التاريخي سيصاحبنا نقص كبير في المعلومات، وعجز كامل عن تفسير اندثار أو بقاء الوجود الإسلامي في مناطق دون أخرى تبعاً للأحداث السياسية والعسكرية والمعاهدات الدولية التي اقتطعت المناطق الإسلامية من جسم الدولة العثمانية إبان القرن التاسع عشر بالدرجة الأولى باعتبار أن هذا القرن يشكل مرحلة انتقالية وفترة تحول كبرى تمخض عنه تفكك الوجود الإسلامي وقيام دويلات صليبية معادية ومنكرة تماماً لأصولها الثقافية ووحدتها السياسية.

       وضمن هذا السياق التاريخي، يتعين دراسة الثورات المحلية التي عرفتها كثير من المناطق الإسلامية والتي انتهت بإزاحة الإسلام عنها كلية أو الانفصال عن الدولة العثمانية الأم. وينبغي هنا دراسة الدور الخطير الذي قامت به الإمبراطورية النمساوية في تحريض المسيحيين داخل الأراضي الإسلامية البلقانية على الثورة، والذي كان من نتائجه ثورة الجبل الأسود في القرن السابع عشر الميلادي سنة 1697م، وانتفاضة صربيا في ثورتها الأولى ثم الثانية سنة 1892م وهي الثورة التي خرجت فيها من حظيرة الإسلام نهائياً…، وآخرها ثورة ألبانيا 1912 حيث أعلنت استقلالها عن الدولة العثمانية لتقع فريسة الدول الأربع المحادية لها والتي اقتسمت أراضيها إلى اليوم. وفي هذا السياق التاريخي دائما يجدر دراسة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي سلمت بموجبها الدولة العثمانية أراضيها البلقانية، مع وضع ذلك في إطار الوضع الدولي ومشاريع تقسيم ممتلكات الدولة العثمانية.

2- رصد آليات التدمير الثقافي ومحو الذاكرة الإسلامية

       إن تحول منطقة البلقان وشرق أوربا من منطقة إسلامية المعالم إلى منطقة صليبية صرفة ينعدم فيها كل أثر للوجود الإسلامي يتطلب بالضرورة الوقوف على آليات التدمير التي أفرزت هذا الوضع المأساوي.

    وهنا تجدر دراسة آليات التدمير الثقافي التي مورست على شعوب المنطقة لمحو شخصيتها الإسلامية باجتثاث أصول ومناهل الثقافة الإسلامية، وتدمير المنشآت العلمية من مساجد ومدارس ومكتبات، وإزالة معالم ورموز الحضارة الإسلامية الذي لم يستثن اكتساح المقابر حتى يتم محو كل أثر تاريخي يمكن أن يكون شاهدا الحاضر والمستقبل على استقرار الإسلام بالمنطقة. ومن الضروري هنا استحضار الأدبيات المعادية التي عملت على إعادة كتابة تاريخ المنطقة بشكل مزور يتجاهل التأثير الإسلامي ويعمل على تشويه أمجاده مع تصويره في صورة همجية.

       وبشكل مواز نشطت الدوائر الصليبية في تنصير المسلمين وإدماجهم في المجتمع المسيحي، وهو إجراء له جذور تاريخية تعود إلى محاكم التفتيش التي طالت مسلمي الأندلس واستمرت في منطقة البلقان منذ البدايات الأولى لتراجع الدولة العثمانية وتخليها عن مناطقها البلقانية إلى اليوم حيث تعمل الكنائس على اختطاف أطفال العذاب من المستشفيات وجحيم المعتقلات.

3- كشف خطط التطهير العرقي وإبادة العنصر الإسلامي

       إن ما حدث من انقراض العنصر الإسلامي وندرته في هذه المناطق لم يكن ليصل إلى هذه الدرجة من الخطورة لولا التهجير القسري المنظم الذي طال أهالي المنطقة. لقد كانت بلغاريا دولة إسلامية بكاملها، عمر فيها الإسلام خمسة قرون ونصف قبل أن يتم إفراغها اليوم بشكل شبه كامل حيث تعرض المسلمون البلغاريون للتهجير والتقتيل الجماعي.

       وما حصل لمسلمي بلغاريا نموذج مصغر للتجربة الشيوعية في المنطقة بكاملها. لقد حارب المسلمون في دول شرق أوربا إلى جانب الأحزاب الشيوعية في ثوراتها مقابل الاعتراف بحقهم في ممارسة عقيدتهم وإقامة حياتهم الإسلامية، وبعد تمكن هذه الأحزاب من السلطة نظمت حملات تهجير وإبادة جماعية رهيبة في حق الشعوب الإسلامية التي تحولت بعد ذلك إلى أقلية ضئيلة ومهمشة.

       لقد طاولت سياسة التهجير هذه المسلمين في كل دول المنطقة، فقد طبقتها رومانيا بعد استقلالها عن الدولة العثمانية سنة 1878، وسلكتها اليونان بعنف وضراوة باستثناء مسلمي تراقيا الشرقية آخر معقل للمسلمين في اليونان، وسلكتها بعنف ووحشية جمهوريات الاتحاد السوفياتي، وطبقتها دويلات يوغوسلافيا بشكل منهجي ومنظم.

       وهذه الممارسات التهجيرية التي اصطلح عليها بالتطهير العرقي كانت مصحوبة بكل أشكال القهر والتصفية الجماعية، وكل المقدمات القمعية التي تجعل استقرار المسلمين في مناطقهم مستحيلاً وغير محتمل. ولقد كتب المأسوف عليه كوبرلوفيتش، أحد الرؤوس الكبيرة التي خططت لتهجير مسلمي كوسوفا، وهو الإقليم الألباني الذي كانت تحتله صربيا، كتب تقريراً مفصلاً يحدد طرق وكيفيات وآليات التهجير المنظم، وهي آليات تنتهي –حسب تعبيره- إلى خلق حالة من الهواس (Psychose)، وهي الإجراءات عينها التي يمارسها الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين اليوم. وهذه الآليات كما وصفها، تعتمد فرض الغرامات الباهضة، والسجن التعسفي، وتنشيط تحركات الشرطة، وإجبار أكبر عدد من الناس على الممارسات الشاقة، وإنكار سندات الملكية، وفرض الضرائب الثقيلة على الممتلكات، وإلغاء الالتزامات الموقعة من قبل السلطات، وسحب إجازات وشهادات ممارسة الحرف والمهن، وإقالة موظفي الدولة والمستخدمين، وهدم حرمات البيوت، واكتساح المقابر، ومنع الحياة الإسلامية بين الأسر، وتنظيم جماعات مسلحة شبه عسكرية (حركة التشيتنيك)، وتوزيع الأسلحة على المستوطنين الجدد، وتعمد خلق اضطرابات لقمعها دموياً. وبعد كل هذه الإجراءات يقول:بقيت وسيلة أخرى استعملتها صربيا بطريقة علمية بعد 1878 وهي ترتكز على إضرام النار سريا بقرى وأحياء ومدن ألبانية.

       ويجدر هنا أن نقف على عمليات التهجير المنظم، وصفقات تبادل السكان وإجراءات الترحيل الإجباري…، تلك العمليات التي حدثت دون انقطاع طوال القرن التاسع عشر. وضبط هذه العمليات سوف يكشف أرقاما مهولة حول عدد المهجرين من المناطق المنكوبة في اتجاه دول إسلامية أخرى خاصة تركيا. ويكفي أن نذكر هنا على سبيل المثال أن عدد المهجرين البوسنيين والمولدين منهم قارب يومها سبعة ملايين ونصف في تركيا وحدها.

4- ملف الوثائق الرسمية

       إن الحرب الشرسة التي دارت رحاها على أرض البلقان لم تكن أبدا بريئة من التخطيط المسبق الرامي إلى استئصال الوجود الإسلامي من المنطقة. ذلك أن الوثائق الرسمية للحكومات العدوانية المتعاقبة تكشف اليوم أن ما حدث كان تخطيطاً واعياً لحرب تطهيرية منظمة وممنهجة بعيدة المدى. ولقد أصبح من الضروري جمع الوثائق وترجمتها لتكون في متناول القارئ العربي ولتعين الباحثين والمهتمين على فهم حقيقة الحرب الدائرة الآن.

       ولقد تبين من خلال مراجعة بعض هذه الوثائق أن حملات التطهير الخطيرة التي مرت بها جمهورية البوسنة-الهرسك على سبيل المثال، كانت تطبيقا أميناً وصارماً لتلك الوثائق. فقد كان من نتائج المخططات التي كشفت عنها بعض الوثائق الصرية إنشاء أول تجمع لاستيطان الصرب في منطقة بانيالوكا التي أصبحت اليوم قاعدة لصرب البوسنة التي أقاموا عليها جمهوريتهم الانفصالية. وكانت حصيلة الوثيقة التي تحمل اسم "صربيا أحادية العرق" والتي كتبها ستيفان موليفيتش سنة 1942 نصف مليون ذبيح فضلا عن المهجرين إبان أحداث الحرب العالمية الثانية. أما الحرب المدمرة التي شهدتها البوسنة والهرسك مع بداية تسعينات القرن الماضي، فقد كانت تنفيذا لمذكرة الأكاديمية الصربية للعلوم والفنون، والتي كتبها نخبة من مثقفي وسياسيي وعسكريي الصرب سنة 1986.

5- كشف أساليب التآمر الدولي

       إن المواقف الفجة التي وقفتها الهيئات الدولية تجاه القضية الإسلامية في البلقان لم تعد تحتمل أدنى شك في تورط الدول الكبرى في الدفع بالقضية الإسلامية نحو نهايتها المرسومة. ولقد بلغت الخروقات الدولية حدا جعل القيادة البوسنية تتهم الأطراف الدولية المعنية رسميا بتورطها وتآمرها على الشعوب الإسلامية في المنطقة. ومع أن التآمر الدولي أصبح مكشوفا، لا تزال الحاجة ماسة إلى مزيد من التوثيق والمتابعة العلمية لكشف أبعاد هذا التآمر.

       والحقيقة التي لا يسع أحدا إنكارها، أن هذا التآمر ليس وليد اللحظة، فالدول الكبرى التي تقوم بتحركات صورية، وتظهر استياءها تجاه صربيا، هي نفسها التي قامت في الحرب العالمية الأولى والثانية باقتطاع الأراضي الألبانية ومنحها مكافأة لصربيا. والتحركات المشبوهة التي تقوم بها لحل المسألة البوسنية عبر المؤتمرات الصورية لا تعدو أن تكون تحركات مسرحية هدفها منح الصرب مزيدا من الفرص لتثبيت وجودهم العسكري واجتثاث بقايا المسلمين في المنقطة، وتزكية العدوان الصربي والكرواتي بإقرار سياسة الأمر الواقع.

       وختاما، فإن ما تشهده الساحة الإسلامية اليوم، وخاصة في المناطق العربية من حروب مدمرة تهدف إلى تغيير الخارطة الديمغرافية لأكثر البلدان العربية عراقة ورمزية كسوريا والعراق أصبحت تستحوذ على اهتمام كل الغيورين وتأسر وجدانهم. لكن تلاحق حروب التهجير والإبادة، وهول الصدمة التي تحدثها الأحداث الدموية الجارية على الأراضي العربية اليوم، وما يترتب عليه من ضغوط نفسية ما ينبغي أن تحجب عن وعينا ذاكرة التاريخ. إن استحضار الذاكرة التاريخية في هذه اللحظة التاريخية بالذات تجعلنا أقدر على فهم مسلسل التهجير والإبادة المنظمة، ووضع الأحداث الجارية ضمن سياقها التاريخي الحديث الذي يظهر ثباتا واطرادا عبر الزمن منذ تدهور الدولة العثمانية وضعف قدراتها العسكرية. كما أن استحضار هذه الذاكرة التاريخية يجعلنا أقدر على فهم الفاعلين الدوليين والإقليميين الأكثر نفوذا وتأثيرا في المنطقة. فعلى طول الأحداث التاريخية المؤلمة التي شهدت انفصال دول أوروبا الشرقية عن الدولة العثمانية الأم، واجتثاث الجمهوريات الإسلامية في آسيا، كان للدول الغربية إلى جانب روسيا القيصرية ثم الاتحاد السوفياتي لاحقا، وبتنسيق مع القوى الإقليمية العميلة وإيران على وجه التحديد اليد الطولى في عملية التهجير السكاني المنظم، وحروب الإبادة والقتل على الهوية.

 

التعليقات

يوجد 4 من التعليقات

د رمضان خميس الغريب

2016-10-08 20:03:32

صح قلمك سعادة العلامة د امزيان ونفع الله بك، هذا التشخيص الدقيق العميق لا يغيب فقط عن عموم المسلمين والعرب بل عن النخبة المثقفة وعلى مستوى الموئسسات والأفراد وسبيل العود الصادق إلى الحضور والشهود يبدأ بالوعي فالإدراك سر الحراك، ولو كانت للمسلمين دولة لأعانتهم على تنشيط الذاكرة وحماية العقل من التشويه، لكن قد يكون في القلة الرائدة التي أنت منهم أثر في إعادة الوعي والسعي ، والله المستعان

د محروس بسيوني

2016-10-09 04:55:51

سلمت يمبنك د / أمزيان وأرى أنه من الممكن تفعيلا لما نوهتم به أن نعمل على أرض الواقع بما يخدم مثل هذه القضايا وأذكر في العام الماضي تم عمل نشاط لطلاب مقرر أصول الدعوة في مجموعاتي مفادة كتابة تقرير عن الدول التي كان الإسلام موجودا فيها ثم تعرض أهله لما ذكرتم في مقالكم ومشاكل الدعوة فيها وكانت النتائج التي توصل لها الطلاب قوية بعدما علموا أن دولا كثير كان للإسلام فيها دولة ثم أمست مرتعا لمن يستأصل شأفتهم، وقد أعطيتهم المراجع الخاصة بهذا، وتم تجميع هذا في مختصر عليه اسم كل طالب وجهدةه والدولة التي بحثها وتم تعميم ذلك على كل الطلاب فساهم ذلك كثيرا في توضيح الماضي والحاضر وكيفية استشراف المستقبل " ولسعادتي بعمل الطلاب طبعته واحفظت به. فكل منا على ثغر وبذل الجهد وإن قل فهو لبنة في بناء الغد المرتقب الذي تعود فيه للمسلمين عزتهم وتقوى فيه شوكتهم. دمتم بخير ونفع الله بكم

د. محمد عبد اللطيف

2016-10-09 06:20:56

مولانا الكبير الدكتور أمزيان تذكرت - وأنا أقرأ مقالك - كتاب الشيخ محمد الغزالي "الإسلام في وجه الزحف الأحمر" لقد شخصت الداء الذي يتجلى في التآمر الدولي الذي يستغل عمالة بعض النخب الحاكمة والمثقفة، ويستثمر في حقد الأقليات التي حظيت في دولنا بامتيازات حلمنا وما زلنا نحلم أن نحظى بالقليل منها، وفي جهل شعوبنا التي ألفت على مدى تاريخها أن تسير بنفسها إلى موارد ذبحها. ثم حددت العلاج الذي أجزم أنه لن يتجاوز دوائر النخبة المثقفة - التي أنت واحد من رموزها - في ظل عاهات الاستبداد والطائفية والجهل التي تعانيها معظم دولنا.

بيبني

2016-10-09 15:31:49

هكذا تكون أقلام الباحثين إنهم يفكرون فيما لم يفكر فيه لشدة ظهوره عند الاختفاء ولشدة اختفائه عند الظهور زلكن لن نقتنع منك بهذا القدر سلمت يداك