من العلمانية إلى الخَلْقانية

اسم الكاتب : د. نايف بن نهار

المشاهدات : 15093

في العالم العربي ليس لدينا عبء الأفكار فحسب، بل لدينا عبء المصطلحات كذلك، فنجد حيزا كبيرا من نقاشاتنا الفكرية لا يذهب لصالح تحرير الأفكار وتقويم منطقها وأدلتها، بل يذهب إلى معالجة المصطلح نفسه. ذلك لأن معظم المنتجات الفكرية السابحة في الفلك العربي هي منتجات مستوردة من السوق الغربية، وتاليًا تحتاج إلى ابتكار مصطلحات من اللسان العربي تعبّر عنها. فللغرب الأفكار، ولنا المصطلحات، وإذا لم تكن مصطلحاتنا على مقاس أفكاره فإن ذلك يخلق فجوة ولا بد، ومن تلك الفجوة تحديدًا تنشأ إشكالية المصطلحات. ومصطلح العلمانية أحد تجليات هذه الأزمة، فهو مصطلح قد أربك الثقافات كلها على وجه العموم، والثقافة غير ذات المؤسسة الدينية على وجه الخصوص؛ لأنه مصطلح يعبر عن حالة مركبة في الخبرة الأوروبية لا نظير لها خارج هذا السياق، ولأنها كذلك فقد كان من المنطقي أن تكون فكرة توليد مصطلح يعبر تعبيرًا دقيقًا عن خصوصية الحالة الغربية أمرًا صعبًا لافتقاد المعنى الموازي. من أجل ذلك حاول هذا الكتاب ضبط مفاهيم الفصل الديني بما عساه أن يسمح بتداول معياري أكثر انضباطًا، وقد نتج عن ذلك فك الاشتباك بين خمسة مفاهيم أساسية: العلمانية، والخلقانية، والسياسة اللادينية، واللائكية، واللادينية. كل مصطلح من هذه المصطلحات يعبر عن مفهوم مختلف، كلها تعبر عن حالة من الفصل الديني، ولكن ليست كلها تعبر عن العلمانية. الأول يعبر عن الفصل السلطوي، والثانية يعبر عن الفصل الدستوري، والثالث يعبر عن الفصل السياسي، والرابع يعبر عن الفصل المجتمعي، والخامس يعبر عن الفصل الفردي. وكل واحد من هذه المستويات يتعين منهجيًا أن نسميه باسمه كيلا يشتبه علينا بغيره.

التعليقات

يوجد 12 من التعليقات

Malik

2022-02-09 21:52:31

جيد

محمود عادل عبدالله

2022-02-10 17:32:43

من افضل المواقع حقا

عمر شرف الدين

2022-02-12 16:36:50

جهد رائع بارك الله فيك يا دكتور

محمود سامي

2022-02-22 04:20:24

أتمني وجود نسخة قابلة للتنزيل

أحمد

2022-02-27 20:05:39

هل هو قابل للتحميل

حمد

2022-04-18 09:23:02

نفع الله بكم

عصام

2022-05-13 12:40:57

اتمنا انه نقدر ننزل مسخه

عبدالله

2022-08-30 13:22:01

الرجاء إرفاق نسخه قابله للتحميل

إزدهار الفقيه

2022-09-09 20:59:52

الله يبارك في جهودكم..ونفع الله بكم الأمة..

محمد الزويد

2022-10-01 07:22:07

كيف أحصول على نسخة ورقية مو الكتاب ؟ كيف اشترية ؟

عثمان عمر

2022-11-18 15:02:54

الملف المنزل يعطي خطأ في التحميل

عيسى عيسى

2023-01-05 00:29:40

انطباعات أولية عن كتاب من العلمانية إلى الخلقانية إصدار مؤسسة وعي للدراسات والبحث - الدوحة قطر . مصطلح العلمانية له تفسيرات عديدة أهمها أن الدولة وقوانينها تكون على مسافة واحدة من جميع أبنائها في الحقوق والواجبات وأمام القانون أي أن الدستور أعلى المراجع القانونية ثم القوانين لا تميز بين أبنائها لأسباب قومية أو عرقية أو دينية كأن يتم تحديد دين رئيس الدولة بدين محدد في بلد متعدد الأديان أو أن يتم تحديد عرقه القومي في بلد متعدد الأعراق القومية أو كمثال آخر تحديد دين معين أن يكون المصدر الرئيس للتشريع بدلاً من أن يكون أحد مصادر التشريع . الكتاب شوه مصطلح العلمانية حين فسره بأنه لا يقبل بتشريع الخالق فأطلق عليه الخلقانية من الخلق ؟ هذا خلط في المفاهيم ولعب على الألفاظ والمصطلحات ، كل الدول التي تتبنى العلمانية في نظامها السياسي لديها قوانين دينية ولديها قوانين وضعية فمن أراد الزواج ضمن المؤسسة الدينية له ذلك ومن لم يرد يمكنه الزواج وفق القوانين الوضعية في مؤسسات الدولة ، لكن لا تمييز في القوانين بين الناس على الأقل في النصوص ، وفي حال الأخطاء في التطبيق أو النقص في القوانين فالقوانين الوضعية لا تتمتع بالقداسة أو الحصانة المقدسة فكما يقول كارل ماركس بما معناه ، إن أي قانون يصدر يصبح بحاجة إلى تعديل لأن الحياة متطورة ومتغيرة بشكل دائم … فالعلمانية لا تعني اللادينية إلا عند من يريدون تشويه المفاهيم والتلاعب بالمصطلحات حتى لو افترضنا حسن النوايا ، الجميل ان فكرة مصطلح الخلقانية لواقع موجود ومعاش تم استنباطها من كتاب ديني أي القرآن الكريم ، وهو أمر لو تم استكماله لاستطعنا استنباط مصطلح جديد : وأمرهم شورى لنخرج من المفهوم الضيق بالتشاور بين أركان فريق واحد إلى رحاب التعددية والتشاور بين أركان المجتمع قاطبة والتي حددها الأباء المؤسسون لعلم الاقتصاد السياسي بثلاث طبقات . يطرح الكتاب ضرورة تخطي العولمة وهو طرح جيد لكنه الكيفية لديه غير موفقة وهذا يطول شرحه ، هنا لا بد من الإشارة سريعاً إلى أن الكتاب ربط العلمانية بالعولمة كمفهوم وهذا غير دقيق حتى مقولة أن العولمة طرحت العلمانية كنموذج كليشة على جميع الدول تبنيها أمر غير دقيق فالواقع يقول أن الدول العربية المجاورة للكيان الصهيوني تحت مظلة الفوضى الخلاقة والربيع العربي تم فرض الأخوان المسلمين ليحكموا تلك البلدان خدمة ليهودية الكيان الصهيوني ثم بعد فشل التجربة وعدم تقبل الناس للواقع الذي أفرزته صناديق الإنتخاب بتولي الرئاسة من الإخوان أعيد إنتاج نظام سياسي من العسكر اكمل ويكمل الاجندة السياسية التي بدأها تنظيم الإخوان بطلب من المشغل الرئيس أي الولايات المتحدة الأمريكية . كتاب يملك منهجاً علمياً في الشكل ويتبنى مزيج فكري سلفي ليبرالي ، هذا رأيي الخاص وبشكل أولي وسريع . ملاحظة ثانية : أنا لست مع العلمانية وفق النموذج الغربي بل مع علمانية تتناسب مع مستوى التطور التاريخي لمجتمعاتنا العربية التعددية وتساهم في رفع مستوى وعي الناس والدور الوظيفي للدولة ومؤسساتها ، ملاحظتي أن الإخوان كتنظيم ديني حين استلموا الحكم بصناديق الاقتراع وهو تقليد علماني المنشأ في البنية الفوقية للدول ولكن التجربة التاريخية تقول في السودان مثلاً أن عقب استلامهم الحكم حطموا كل مؤسسات الدولة التي أوصلتهم للحكم .