مدى إفادة المناهج اللسانية الحديثة في دراسة النص القرآني
اسم الكاتب : مجموعة باحثين
المشاهدات : 4114
لا يكاد يمر عصر على الأمة الإسلامية إلا وتستثيرها أسئلة تُشغل عقلها العلمي، ولا يعرى قرن من علماء وباحثين يسعون جاهدين لمواجهة تلك الأسئلة وبذل الأعمار في الإجابات عليها. وإيمانًا منا في مؤسسة وعي للدراسات والأبحاث بأهمية مواجهة تلك الأسئلة بإجابات تتسم بالتنوع والتأصيل والجماعية، فقد أطلقنا منذ العام المنصرم مشروع «أسئلة العصر للعقل المسلم» الذي يبتغي وضع الإجابات المنهجية على أبرز الأسئلة المتداولة في حقول المعرفة. وقد وقع الاختيار في أول اختيار على السؤال الآتي: ما مدى إفادة المناهج النقدية واللسانية الحديثة في دراسة النص القرآني؟ بمعنى آخر: هل في المناهج النقدية واللسانية الحديثة ما يضطر الباحث في الدراسات القرآنية لمعرفتها أم يكفيه ما هو موجود في المعرفة العربية التراثية؟ وعلة اختيار هذا السؤال أنه منذ منتصف القرن العشرين إلى يومنا هذا، سعى كثيرٌ من الباحثين إلى توظيف المدارس والنظريات والاتجاهات اللسانية والأدبية في معاملة نصوص الخطاب القرآني، مما أثار سؤالاً جوهريّا حول مدى فاعلية هذا الإنتاج المعرفي الحديث ليُتوسَّل به إلى تحليل النص الإسلامي وكشف معانيه. وقد تقدم للإجابة على هذا السؤال نخبة من العلماء والباحثين من زوايا مختلفة، عرضناها في هذا الكتاب كما هي دون أي تدخل، وإذ فعلنا ذلك فإن القصد هو أن نترك لك أيها القارئ الحكمَ عليها، وتحديد ما إذا كان فعلاً في هذا الحقل ما هو نافع في درس النص القرآني، وما هو جديد غير معهود في التراث الإسلامي. وليست الدعوى هنا أن الإجابات المقدمة تمثل كل آراء الباحثين في الإجابة على هذا السؤال، وإنما هي عيّنة من المتخصصين علّها تفتح الطريق لحوار أوسع وأشمل.
التعليقات
يوجد 1 من التعليقاتد. مطيع عبدالسلام عزالدين السروري
كتبت مقالا عن استراتيجيات القراءة المنهجية فيما يخص الشأن الفكري والثقافي وهل هي ضرورة أم ترف (هذا رابط المقال: https://www.alukah.net/culture/0/156249)؛ وأشرت في الملاحظات (الملاحظة رقم 8 تحديدا في مقالي) إلى مبحث في هذا الكتاب بعنوان أثر المنهج التفكيكي في النص القرآني بكونه يناقش قضية تداخل الأدوات المنهجية بالمرجعيات داعيا لقراءته (بالإضافة إلى تناولي تلخيصا لاستراتيجية القراءة المنهجية لمقال رائع هنا في موقع وعي بعنوان قراءة سيكوثقافية في مقولة ويكفرن العشير). هذا الكتاب: مدى إفادة المناهج النقدية واللسانية الحديثة في دراسة النص القرآني، رائع بما يقدمه من محاولات مشكورة لرؤية إمكانية الاستفادة من النظريات الغربية في المجالات الإنسانية بشكل عام، وإن اختلفنا مع بعضها. لا أقصد التقليل أبدا من هذه المحاولات إن قلت أن بعض المباحث في الكتاب لم تقدم استراتيجياتها القرائية المنهجية لتلك النظريات الغربية بقدر محاولة كتابها أن يأخذوا من تلك النظريات بشكل انتقائي بحسب خبرتهم على ما يبدو وأيضا من تصريح بعضهم بذلك. وفق الله الجميع لما فيه الخير.